جامع الأمير شيخون: اليوم يبلغ من العمر ستمائة وستة وستين سنة، فقد أُنشئ فى عام ١٣٥٤ على يد الأمير سيف الدين شيخو العمري الناصري (شيخون)، الذي لقب بالعمري نسبةً إلى الخواجة عمر الذي جلبه إلى مصر، وبالناصري نسبة إلى الناصر محمد بن قلاوون الذي اشتراه منه.
جامع الأمير شيخون
ارتقت مكانة الأمير شيخو في عهد أبناء الناصر محمد، المظفر حاجى ثم السلطان الناصر حسن، حيث كان أحد أمراء المشورة لديه وساقيه، كما عينه نائباً له على طرابلس، قبل أن تدور عليه دائرة الزمن فيقبض عليه في دمشق وينفيه إلى الإسكندرية، ويدور الزمن، فيعود شيخون إلى السلطة والنفوذ في عهد ابن آخر للسلطان حسن، وهو السلطان الصالح صلاح الدين صالح، فيعلو شأنه ويصبح مقدم على ألف من الجند، ويكثر ماله حتى يصبح -كما يقول المقريزى- ”كموج البحر“.
ثم يعود السلطان حسن إلى الحكم مرة أخرى فيراه بعين الرضا في سلطنته الثانية، ولكنه لا يلبث طويلاً فيموت بضربة سيف من مملوك غادر عام ١٣٥٧، أما السبيل فهو فريد من نوعه، فهو محفور بالكامل في الصخر ما عدا الواجهة الحجرية، وينقسم إلى مدخل وغرفة للتسبيل وصهريج، ولقد خصص لسقيا الماء في هذا المكان النائي في باب الوداع، حيث تخرج الجنائز والحملات العسكرية ومواكب الحجيج، كما أن به مكان لسقيا الدواب.
ولقد دارت على الأثر دورة الزمن كما دارت على صاحبه، فتارةً هو سبيل، وتارةً مجزر لذبح الماشية وتارةً إسطبل للخيول، حتى أُغلق وغطته طبقات الغبار والإهمال وطواه النسيان، واليوم يُفتح من جديد ليعود سيرته الأولى..
حيث تطل واجهته الجنوبية وهى الواجهة الرئيسية على شارع شيخون بقسم الخليفة والذي يبلغ طوله 43 مترا حيث تنقسم الواجهة المبينة من الحجر المصقول وهو مقسم وتشغله النوافذ وطوله 23 مترا ويوجد به خمس حنيات ويوجد أيضا دخلات يوجد بأسفلها شبابيك ملنت بمصبعات حديدية ويعلوها فتحة عتب حجري معشق وعقد عاتق من صنجات
التعليقات