تعرف الأخلاق بأنها القيم التي يمتلكها الفرد، وهي تصنف بين الخير والشر، والأخلاق الحميدة هي الريح الطيب التي تلازم صاحبها وتجذب الناس إليه، وهو ما يجعله إنسانًا لطيفاً، وتقوده إلى ترقيته بين الناس بما اكتسبه من حلاوة الفضائل والصفات والأفعال الحميدة، وهى أيضًا أساس خير الأعمال، وسوف نعرض لكم في هذا المقال حديث عن الأخلاق بشئ من التفصيل.
حديث عن الأخلاق
عندما يكون الفرد صالحاً يكون المجتمع صالحاً ومتماسكاً بأكمله، لأن العادات الجيدة تشمل العدل، والتسامح، والصدق والأمانة، الاحترام، الشجاعة، الكرم، التعاون، الأحلام، وأكثر من ذلك بكثير، إذن كيف يمكن لمجتمع تهيمن عليه هذه العادات أن ينهار؟ وألا يكون على قمة الرقي والحضارة؟ الأخلاق الحميدة مثل الأرض التي نزرع فيها بذورنا، وتزرع لنا أحلى الثمار، لذا فإن التعليم المناسب للأطفال والتأكد من أننا قدوة حسنة هي الركائز الأولى للإنسان الصالح.
ولكن إذا طلب السائل بالحسن الأخلاق، فيكون ذلك من خلال الاهتمام بعدة أمور منها: جلوس أهل الخير على حسن الخلق، وقراءة سنة رسول الله، وسيرة الصالحين واتباعهم، والصلاة لله تعالى؛ ليهدينا إلى حسن الخلق كما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى ملاحظة ما يحفظه الناس من الأخلاق السيئة في بعض الأفراد ومناقضتها.
الرسول قدوتنا في الأخلاق
لقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق، وهو قدوتنا في ذلك؛ لأنه كان خير الناس خلقاً، قال تعالى في مدح رسوله:
(وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعو فيقول: (اللَّهُمَّ اهْدِني لأَحسَنِ الأخلاقِ لا يَهْدي لأَحسَنِها إلَّا أنتَ، اصرِفْ عنِّي سيِّئَها لا يَصرِفُ عنِّي سيِّئَها إلَّا أنتَ).
الأخلاق الحسنة من أسباب دخول الجنة
وقد وردت أحاديث كثيرة في مجالات الحياة على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أولى رسولنا الكريم أخلاق أمته اهتماما كبيرا، فكان أن الأخلاق هي أساس ديننا الإسلامي، وإليك بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الأخلاق.
- قال صلى الله عليه وسلم:
” أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًّا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه” رواه أبو داود ، والطبراني.
عن أبي هريرة رضي الله عنه:
“سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج” رواه الترمذي.
- الأخلاق الحسنة سبب في محبة الله لعبده: وقد ذكر الله تعالى محبته لمن يتخلق بالأخلاق الحسنة، والتي منها الصبر والإحسان والعدل وغير ذلك، فقد قال الله تعالى:
وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195].
وقال أيضًا:
“وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ” [آل عمران: 146].
وقال أيضًا: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطين [المائدة: 42].
قال صلى الله عليه وسلم:
“أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا” رواه الحاكم، والطبراني .
- الأخلاق الحسنة من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: قال صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ من أحبكم إليَّ وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا” رواه الترمذي.
- مكارم الأخلاق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة: قال صلى الله عليه وسلم:
“ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق” رواه الترمذي.
- الأخلاق الحسنة تضاعف الأجر والثواب: قال صلى الله عليه وسلم:
“إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار”رواه أبو داود.
وقال صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عزَّ وجلَّ لكرم ضريبته لكرم ضريبته: طبيعته وسجيته لنهاية في غريب الحديث والأثر” لابن الأثير .
- . الأخلاق الحسنة من خير أعمال العباد: قال صلى الله عليه وسلم:
” يا أبا ذرٍّ، ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: عليك بحسن الخلق، وطول الصمت، فو الذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما” رواه البزار.
- الأخلاق الحسنة تزيد في الأعمار وتُعَمِّر الديار:
قال صلى الله عليه وسلم: “حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار” رواه أحمد.
- الأخلاق الحسنة علامة على كمال الإيمان: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم:
” أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا، وخياركم خياركم لنسائهم” رواه الترمذي.
وفي حديث عمرو بن عبسة أنَّه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أيُّ الإيمان أفضل؟ قال: “حسن الخلق”
شعر عن الأخلاق الحسنة
صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعُه
فقوِّم النفسَ بالأخلاقِ تَسْتَقِمِ
والنفسُ من خيرِها في خيرِ عافيةٍ
والنفسُ من شَرِّها في مرتع وخمِ
بالإضافة إلى ما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام عندما سئل عن أكْثرِ ما يُدخِلُ الناسَ الجَنَّةَ؟ فقال:
(تَقوى اللهِ، وحُسنُ الخُلُقِ) (حديث حسن)، فما أعظم الأخلاق وما أسعد من التزم بها، إذ يكسب الفرد مرضاة الله نتيجة لذلك ، ومحبّة الناس وتقديرهم، وما أجملهما!
حديث شريف عن الأخلاق الحسنة
ذكرت الكثير من الأحاديث عن الصدق، وبيان أهميته وفضله، والتحذير من الكذب، ومن هذه الأحاديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علَيْكُم بالصِّدْقِ، فإنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فإنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إلى الفُجُورِ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وما يَزالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الكَذِبَ حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذّابًا).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كان خُلُقٌ أبغَضَ إلى أصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِنَ الكَذِبِ، ولقدْ كان الرَّجُلُ يَكذِبُ عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الكِذبةَ، فما يَزالُ في نَفْسِه عليه حتى يَعلَمَ أنَّهُ قد أحدَثَ منها تَوبةً).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الصِّدْقَ برٌّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا).
حديث عن الأخلاق الحسنة وأهميتها
تحتل الأخلاق الحسنة مكانة بارزة في الدين الإسلامي، وما يتجلى في ذلك هو الدافع للتصرف معها والعمل على تنميتها بأفضل الصور والأفعال، حيث يقوم الإسلام على أربعة مبادئ ، وهي: أعلم: الإيمان والأخلاق والعبادات والمعاملات، المشاركة الكثيرة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وكذلك الفطرة السليمة تدعو وتحث على الأخلاق الفاضلة والشريفة والصدق والأمانة والوفاء بالوعود والصبر والشجاعة الثناء والثناء على صاحبها، بناء على العقل والتفكير السليم.
وكذلك الكذب والغش والخداع والخيانة والجشع تستحق قذف صاحبها، والجدير بالذكر أن طلب توحيد الله تعالى وانتشاره، وإن رسالة الإسلام من الأمور التي تقتضي تمسك القائمين بها بالأخلاق الكريمة الفاضلة، والرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة صلى الله عليه وسلم، ومنهم من أوائل الدعاة ذوي الأخلاق الحميدة، وما يدل عليه وصف الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى:
(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
ومن الواجب على كل مسلم الاقتداء برسوله، وأخلاقه.
حديث عن الأخلاق ومكانتها في الإسلام
ذكر النبي الكريم مقاصد بعثته الشريفة حينما قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث النبويّ:
(إنما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ)
وجعل الغرض من الرسالة النبوية الدعوة إلى الأخلاق، مبيناً أهميتها ومكانتها، ويمكن للناس أن يفقدوا وعيهم بمعتقدات الشخص وعبادته، طالما أنهم لا يغيبون عن وعي سلوكه وسلوكه. الأخلاق هي معيار الحكم على الناس، وهي مؤشر على التزام المسلم بدينه.
وعظم الإسلام منزلة الأخلاق إذ جعلها دافعًا للتنافس بين الناس وأساسًا للتمايز والصدقة بينهم يوم القيامة أجر عظيم يعادل أجر العبادات الأخرى، كالصوم والوقوف، ليقول: بارك الله فيك وسلم:
(إِنَّ المؤمِنَ ليُدْرِكُ بِحُسْنِ الخلُقِ درجَةَ القائِمِ الصائِمِ).
حديث عن الأخلاق ووسائل المساعدة في اكتسابها
هناك العديد من الوسائل والأسباب التي تساعد الشخص على اكتساب الأخلاق الحميدة، نذكر منها:
- سلامة العقيدة: فالعقيدة هي الإيمان.
- الأخلاق والسلوك هي نتيجة وثمرة ما يؤمن به الإنسان وما يدين به.
- الدعاء: كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بالدعاء كوسيلة لتوجيه نفسه إلى العادات الحميدة والنأي بنفسه عن العادات المنكرة والسيئة.
- الجهاد وتحمل المسئولية – الكفاح يؤدي إلى الهدى، والمساءلة تدفع بالروح إلى عدم الرجوع إلى الأخلاق الحميدة عندما يأخذها الإنسان ثوابًا وعقابًا، يدفع ثمنها إذا أحسنها ويعاقبه إذا كان يسيء.
- التفكير في ثمار العادات الحميدة: فهي أعظم مساعد تحتاجه، وتفكر في عواقب العادات السيئة لثني نفسها عن ارتكابها.
- الحاجة إلى سلسلة من الصفات التي تقود صاحبها إلى التربية الجيدة: الصبر، والعفة، والشجاعة، والعدالة ، والابتعاد عن الجاهل، والمغفرة، والصفح، والتصدي للجرم بالصدقة.
حديث عن الأخلاق الحميدة وأثرها في المجتمع
لا شك أن للأخلاق الحميدة آثار طيبة في المجتمع المسلم، فعندما تشتهر معاني الصدق والأمانة والخلافة، تقوى أواصر المحبة والمودة بينهما أفراد المجتمع، الحقوق مصونة، الناس مطمئنون، مظاهر الرذيلة تختفي، وتنتشر معاني الفضيلة، ويقوى المجتمع، والإسلام يزداد قوة، ولهذا فعلينا أن نقوم باتباع ما أوضحه لنا الدين الإسلامي من خلال حسن الخلق، فهناك العديد الآيات القرآنيّة والأحاديث التي تبين مدي تأثير ذلك علي الآخرين.
وفي النهاية نتمنى أن يحظي المقال عن حديث عن الأخلاق في نقاط بسيطة علي إعجابكم من خلال موقع أخبار حصرية بما كُتب به من معلومات، ونتمنى أن يتم تفعيل إشعارات الموقع من أجل أن يصلكم جديد الأخبار الحصرية لحظة بلحظة وكن معنا في قلب الحدث، كما يمكن الاشتراك معنا في خدمة أخبار جوجل نيوز Google News، ويمكنكم التعليق علي المقال في حال وجود أي استفسارات وسنقوم بالرد عليكم متابعينا في أسرع وقت.
التعليقات