خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان على أحسن وجه، وميزه بعقله عن سائر الكائنات الحية، وحثه على استخدامه للتمييز بين الخير والشر، واستهزأ بكل ما في الطبيعة من حوله؛ ليكون قادرًا على تسهيل حياته، وبفضل هذا العقل استطاع الإنسان اكتشاف أشياء كثيرة جعلت الحياة أسهل له، كما حث الدين على العلم، وهو جماعة معرفية متكاملة ومتناغمة، وصنفت أنواع العلوم المختلفة تحت أسماء حسب التشابه بينها، وجاءت السيرة النبوية لتوثق لنا كل ما ورد، بارك الله فيه وامنحه السلام- وهذه المقالة توضح لنا حديث عن العلم.

حديث عن العلم

العلم هو نقيض الجهل، ويتم تعريفه على أنه ما ينتج عن دراسة موضوع معين مما يؤدي إلى المعرفة، وللعلم أهمية كبيرة في حياة الإنسان، ومنه تطورت جميع الاختراعات التي تم تطويرها، لقد عملوا من أجل تنمية الإنسانية وازدهار المجتمع، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم:

“قل الذين يعلمون والذين لا يعلمون هم نفس، بل البكر يتذكر الكلمات”

وحقيقة العلم ستذكر في هذا المقال.

أحاديث وردت عن العلم

  • حبب الإسلام في طلب العلم والحرص على تحصيله فقال تعالى:

{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}

  • في إشارةٍ واضحةٍ إلى أهمية العلم والفرق بين العالم والمتعلِّم وبين الجاهل، كما حثّ النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجموعة أحاديث عن العلم في تحصيله، ومن أحاديث عن العلم وردَ ما يأتي: عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“طلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ، وإِنَّ طالبَ العلمِ يستغفِرُ له كلُّ شيءٍ، حتى الحيتانِ في البحرِ”.

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“ألا إن الدنيا ملعونةٌ، ملعونٌ ما فيها، إلا ذكرُ الله، وما والاه، وعالمٌ أو متعلمٌ”.

  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“لا حسَدَ إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه الله مالًا فسلَّطه على هلَكته في الحق، ورجلٌ آتاه الله الحكمةَ فهو يقضي بها ويعلِّمها”

  • عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له”

  • عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“إن الله لا يقبض العلمَ انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلمَ بقَبْض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا، فسُئلوا فأفتَوا بغير علمٍ؛ فضلُّوا وأضلوا”

  • عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“مَنْهُومَانِ لا يَشْبَعَانِ: مَنْهُومٌ في العلمِ لا يَشْبَعُ منه، ومَنْهُومٌ في الدنيا لا يَشْبَعُ منها”

  • تفسير حديث عن العلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه وسلم-:

“إذا مات الإنسان انقطع عنه عملُه إلا من ثلاثةٍ: إلا من صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَع به، أو ولدٍ صالحٍ يدعو له”

حديث من أحاديث عن العلم التي جاءت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حثِّه على طلب العلم وانتفاع الإنسان وغيره به.

مناسبة هذا الحديث الشريف

وقد جاء هذا الحديث ضمن أحاديث العلم، لتشجيع المسلم على طلب العلم والسعي للحصول عليه والسعي لاكتسابه وتسجيله من أجل نقل هذه المعرفة عبر الأجيال والتاريخ هو شهادة على المعرفة التي توارثتها الأجيال، واستفادت منها على مر القرون وكانت الأساس الذي بني عليه العلم الحديث اليوم، وساهم في تطوير حياة الإنسان والنهوض به وعجلة التقدم البشري ورفاهيتها أيضاً.

شرح حديث عن العلم

في هذا الحديث الشريف، يروي لنا النبي صلى الله عليه وسلم الأعمال التي تؤتي بثوابها وأجرها للمسلم بعد نقله إلى الصحابي؛ حيث حددها النبي بثلاثة أفعال هي: صدقة الجارية، علم ينتفع به، ولد صالح الذي يدعو لأبيه، وثواب الإنسان بعد الموت، وأعظم هذه العلوم هو العلم الشرعي الذي ينفع المسلمين ويرشدهم في شؤون دينهم.

أهمية العلم في حياتنا اليومية

أشارت آيات عديدة من القرآن الكريم والأحاديث عن العلم رواه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية العلم في الإسلام وفي حياة الناس والشعوب ويتضح ذلك من خلال موقع أخبار حصرية:

  1. زيادة قدرة الفرد على تحليل الحقائق التي تدور حوله وتنمي تفكيره؛ بحيث تكون أكثر إيجابية وتزيد من قدرته على حل مشاكله بشكل حرفي وموضوعي.
  2. اكتساب المكانة الاجتماعية بين فئات الناس بالإضافة إلى قضية الأمور في الآخرة.
  3. النهوض بالمجتمع وتنميته والمساهمة في إكسابه الخبرات والمعارف التي تساهم في نموه في جميع المجالات الزراعية والصناعية والتجارية والاقتصادية والطبية والعسكرية، بما يحقق مفهوم إعادة الإعمار الإقليمي.
  4. حماية المجتمع من الفقر والبطالة من خلال إقامة مشاريع مختلفة.
  5. مساعدة المجتمع على التخلص من العادات السيئة والظواهر الرجعية المبنية على أسس علمية دقيقة.
  6. العلم ميراث الأنبياء عليهم السلام لمن خلفهم، وهو إرث دائم لا يزول حتى يقترب نهاية العالم.
  7. المعرفة سبب لمعرفة الله تعالى على أساس اليقين الراسخ، وبالتالي العبادة الحسنة والخوف من عصيانه وعصيانه.
  8. كم من العلماء الذين أسلموا بسبب الاكتشافات العلمية التي اعتمدوا عليها وشهدوا على قوة الله وعظمته.

حكم طالب العلم

طلب العلم من أفضل الأعمال وأعرقها التي يتقرب بها العبد إلى الله – سبحانه وتعالى – ومن الأعمال التي يجب التكليف بها في عهد أبي هريرة – الله عنه- قال، قال -صلى الله عليه:

“من سلك طريقًا يلتمسُ فيه علمًا، سهَّل اللهُ له طريقًا إلى الجنَّةِ”

ويتفق العلماء بالإجماع على أن طلب العلم واجب كاف إذا فعل بعض الناس ذلك والآخرين خسروا أنفسهم، وهذا يشمل المعرفة الشرعية والمعرفة الدنيوية المفيدة للناس في جميع أمور حياتهم، ويصبح السعي وراء العلم واجبًا على المسلم إذا كانت هذه المعرفة ضرورية لأداء العبادة أو بعض العلاج، مثل تعلم القراءة لتكون قادر على قراءة القرآن الكريم وعبادات أخرى، مثل تعلم علم يضر بالروح والناس، مثل تعلم السحر، أو قراءة الكأس، أو أعمال الدجل، أو السحر، أو المعرفة التي تساهم في تدمير عامة الناس، وهذا نهي عنه بإجماع أكثر العلماء.

حكم حديث عن العلم

وفي ما يأتي مجموعة حكم عن العلم:

  • علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: “ليس اليتيم من مات والده، إنّ اليتيم يتيم العلم والأدب”.
  • الأصمعي: “أوّل العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره”.
  • ماري كوري: “في العلم يجب أن نكون مهتمين بالأشياء وليس بالأشخاص”.
  • أفلاطون: “قليل من العلم مع العمل به أنفع من كثير من العلم مع قلة العمل به”.
  • عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “العلم إن لم ينفعك لم يضرك”.
  • عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-: “اغد عالماً أو متعلماً، ولا تغد إمعة بين ذلك”.
  • ديموقريطوس: “من أعطى أخاه المال فقد أعطاه خزائنه، ومن أعطاه علمه ونصيحته فقد وهب له نفسه”.
  • أبقراط: “ليس معي من فضيلة العلم إلّا علمي بأني لست بعالم”.
  • آدم سميث: “العلم هو دواء لسموم الخرافات”.
  • أبو نواس: “فقل لمن يدّعي في العلم فلسفةً، حفظت شيئاً، وغابت عنك أشياء”.
  • علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-: “إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فقل بئس الملوك وبئس العلماء، وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء، فقل نعم الملوك ونعم العلماء”.
  • نجيب محفوظ: “إنّ الديمقراطية هي الحريصة على التعلّم إما الحكم الاستبداداي فليس من مصلحته نشر العلم والتنوير”.
  • نابليون بونابرت: “من فتح مدرسة أقفل سجناً”.
  • الطنطاوي: “الإسلام لا يعارض العلم الصحيح، ولا الفن النافع ولا الحضارة الخيرة، وإنّه دين سهل رحب مرن”.
  • أبو حاتم الرازي: “من أمضى يوماً من عمره في غير حقّ قضاه أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسّه أو علم اقتبسه فقد عقّ يومه وظلم نفسه”.
  • ابن الوردي: “اطلب العلم ولا تكسل فما أبعد الخير على أهل الكسل”.
  • مصطفى محمود: “اجعل من العلم دابتك لا موقفك، فأنا المنتهى الذي تنتهي إليه الطرقات والغايات، والعلم وسيلة إلي وليس غاية ولا موقفاً”.
  • ألبرت اينشتاين: “العلم ليس سوى إعادة ترتيب لتفكيرك اليومي”.
  • ابن خلدون: “الحق لا يقاوم سلطانه، والباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه، والناقل إنما هو يملي وينقل، والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل، والعلم يجلو لها صفحات القلوب ويصقل”.
  • سلمان الفارسي: “إنّك لن تكون عالماً حتى تكون متعلماً، ولن تكون بالعلم عالماً حتى تكون به عالماً”.
  • مالك بن أنس -رضي الله عنه- : “إذا منع العلم عن العامة فلا خير فيه للخاصة”.
  • أحمد شوقي: “فخذوا العلم على أعلامه، واطلبوا الحكمة عند الحكماء”.
  • حكم عن العلم بلسان ابن قتيبه: “لا يزال المرء عالماً ما دام في طلب العلم، فإذا ظنّ أنه قد علم فقد بدأ جهله”.
  • عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: “تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا الوقار والسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه، ولا تكونوا جبارة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم”.
  • عثمان بن عفان -رضي الله عنه-: “لكل شيء آفة، وآفة العلم نسيانه”.
  • سيد قطب: “إنّ الدين ليس بديلاً من العلم والحضارة، ولا عدواً للعلم والحضارة، إنّما هو إطار للعلم والحضارة، ومحور للعلم والحضارة، ومنهج للعلم والحضارة في حدود إطاره ومحوره الذي يحكم كل شؤون الحياة”.

أشعار عن العلم

  • قال الشاعر العراقي معروف الرصافي في قصيدته “كفى بالعلم في الظلمات”:
  • إذا ما العلمُ لابس حسن خـــلق
  • فرج لأهله خيــــراً كثيـــــــــراً
  • وما إن فاز أكثــــــــرُنا علــــــــوماً
  • ولكن فــازَ أسلــــمنا ضميـــراً
  • وليس الغنى إِلا غنى العـــــلم إنّه
  • لنور الفتى يجلو ظلامَ افتقارهِ
  • ولا تحسبنَّ العلمَ في الناسِ منجياً
  • إِذا نكبت أخلاقُهم عن منــارهِ
  • وما العلمُ إِلا النورُ يجلو دُجى العمى
  • لكن تزيغُ العينُ عند انكســارهِ
  • فما فاسدُ الأخلاق بالعلم مفلــحاً
  • وإِن كان بحراً زاخراً من بحـــارهِ
  • قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه- أبيات رائعة في فضل العلم:
  • الناس من جهة التمثيل أكفـــــاء
  • أبــــــــوهم آدم والأم حــــــــــواء
  • نفس كنفس وأرواح مشاكـلــــة
  • وأعظــم خلقــت فيها وأعضــــــاء
  • وإنما أمــــــهات الناس أوعيـــة
  • مســتودعات وللأحساب آبـــــــاء
  • فإن يكن لهم من أصلهم شــرف
  • يفاخــرون به فالطيــن والمـــــــاء
  • ما الفضل إلا لأهل العلــــم إنهم  على الهدى
  • لمن استـــهدى أدلاء وقيمة المرء ما قد كان يحســـنه
  • وللرجـال على الأفعــال أسمـــــاء
  • وضد كل أمريء ما كان يجهلـه
  • والجاهـــلون لأهــل العــلم أعـــــداء
  • وإن أتيت بجود من ذوي نســب
  • فإن نســــبتنا جـــــود وعليـــــــــاء
  • ففــز بعـــلم ولا تطـــلب به بدلاً
  • فالناس موتى وأهل العلم أحــــياء

فضل العلم

بالعلم يبني البيوت، وبالجهل يهدم بيت الشرف والكرم، فالعلم أساس تقدم كل شئ، وسر تطور الحياة وهو المقياس الذي به ينمو المجتمع وقال تعالى في نص كتابه، ولأهمية العلم وضرورته:

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) (العلق: 1-5)

لأنه يحمل في طياته الخير للفرد والمجتمع، وللعلم مزايا عديدة فهو أساس القضاء على المرض، ومنع انتشار الأوبئة، وتقليل الوفيات، وعن طريقه تم اختراع وسائل النقل التي سهلت على أي شخص الوصول إلى أي مكان على وجه الأرض، وبسببه أيضاً تم اختراع الآلات وبناء المصانع وفقًا للأدوات المختلفة التي تنتجها بهدف تسهيل الحياة، وما نراه من الأبنية الشاهقة والشوارع المعبدة ما كان ليوجد لولا علم العلماء ومزايا العلماء، من حيث ما نسمعه ونراه من الأخبار والنصوص والرسائل الصوتية التي نرسلها قبل غمضة عين عيون مع فضل المعرفة.

أيضاً كان العلم هو الطريق للبشر لمغادرة هذا الكوكب واكتشاف المجرات والظواهر الكونية التي تحيط به، للاستفادة مما يمكن استخدامه أيضًا، ومع العلم توصلنا إلى معرفة طبيعة الكون الذي نعيش فيه، وتمكنوا من التنبؤ بالطقس والظروف، وحماية أنفسهم من الزلازل والبراكين والأعاصير، وحفظ آلاف النباتات؛ لتكون أكثر صحة ولفترة أطول، ولهذا السبب جعل الله طالب العلم طريقه سهل ومقبول على النهوض، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(مَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل الله به طريقًا إلى الجنَّة) (رواه مسلم)

ومن لديه علم له ميزة كبيرة في الدفاع عن درجات الرجل، نحن مع الله وفي ذروة قيمته وعلو قدره بالإضافة إلى ما يحققه الطالب من حيث النفع لمجتمعه ووطنه، فلنناضل جميعًا لاكتساب العلم ونشره بإخلاص، وتقدير وتقديس العلماء.

وفي النهاية نتمنى أن يحظي المقال عن حديث عن العلم في نقاط بسيطة علي إعجابكم من خلال موقع أخبار حصرية بما كُتب به من معلومات، ونتمنى أن يتم تفعيل إشعارات الموقع من أجل أن يصلكم جديد الأخبار الحصرية لحظة بلحظة وكن معنا في قلب الحدث، كما يمكن الاشتراك معنا في خدمة أخبار جوجل نيوز Google News، ويمكنكم التعليق علي المقال في حال وجود أي استفسارات وسنقوم بالرد عليكم متابعينا في أسرع وقت.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *