فَضل الله تعالى الإنسان على سائر الكائنات الحية بالعقل واللسان، ويمكن استخدام هذا الإنسان في ما يرضي الله أو في الآثام، ولكنه في جميع الأحوال مسؤول عما يخرج من الإنسان فهو يدل على شخصيته وأخلاقه؛ فاللسان يجب أن نستخدمه في ما يرضي الله تعالى، ومن الأفعال التي يستغلها الإنسان في ذكره وعبادته أيضاً وفي فوائد ذكر الله تعالى، فاللسان لذكر الله تعالى.

فوائد ذكر الله تعالى

(أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ أربعٌ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ) [صحيح مسلم]

  • تعويد العبد على التفويض إلى الله تعالى والعودة إليه والتوبة من الذنوب التي قد يتعرض لها، كما يذكر أن الله تعالى هو الجليل في كل الأحوال، الذي يصبح ولياً لأفعاله، وهكذا اجتناب الذنوب والمعاصي التي قد تغضب الله تعالى.
  • إبعاد الشيطان: الشيطان لا يقترب من شخص معتاد على ذكر الله تعالى  ولا يستطيع أن يسيطر عليه.
  • سبب للهروب من نار جهنم، ودخول الجنة، والاستمتاع بها.
  • زيادة محبة العبد لله تعالى، وزيادة إيمانه، واستعداده للطاعة، وزيادة دافعه لأداء الواجبات الواجبة عليه بالطريقة الصحيحة.
  •  حفظ المسلم من شرور ومآسي الدنيا ومساعدته في أفعاله، عندما اشتكت فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم من تعبها من عملها في بيت زوجها وأنها بحاجة إلى خدم لمساعدتها الرسول صلى الله عليه وسلم، نصحها بحمد الله تعالى ثلاثًا وثلاثين، وحمدت الله  ثلاث وثلاثون عندما لجأت إلى النوم، ويساعدها الله  تعالى في أعمالها.
  • والأذكار نسل الجنة، وبعضها يعادل أجر الصدقة مع الله تعالى.
  • إزالة الهم والحزن الذي يمكن أن يصيب الإنسان من متاعب الدنيا، ولكن إذا أصر على ذكر الله، فتح الله صدره فيجلب له الفرح والسرور وشر ما يكفيه.
  • يزيد من قوة الجسم والقلب والذكر، وفي الحصول على رزق غزير من الله تعالى، من أمثلة الذكر الاستغفار، وقد بين  الله تعالى في كتابه الحبيب أن الاستغفار يأتي منه القوت والرحمة والمغفرة.
  • الفوز برضا الله تعالى: قال الله سبحانه وتعالى:

(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب:35]

  • يفوز الذاكرين الله كثيراً بكل خير، فقد يهيئ الله لهم وخاصة الأذكار ذكر الله من فضله مغفرة لذنوبهم، وأعد لهم الجنة.
  • رفعة مكانة الذاكرين في الآخرة: ورد عن بعض الصحابة كعبد الله بن عباس رضي الله عنهما وغيره قالوا:

كان إدريس عليه السلام خياطاً، يخيط الأقمشة، قالوا: ما غرس الإبرة في مكان -يعني ما بين الثقبين- إلا قال: سبحان الله، فقال له الله في ليلة من الليالي عند المساء: يا إدريس، لأرفعنك مكاناً علياً، فبكى وسجد، قال: ولم يا رب! وقد رفعتني في الدنيا رفعةً ما بعدها رفعة- نبي من الأنبياء، ورسول من الرسل- قال: لقد نظرت إلى صحائف الناس كل ليلة فوجدتك دائماً أكثر الناس تسبيحاً واستغفاراً.

اعتباره عند الله تعالى من الذاكرين صحّ عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن استَيقظَ مِن اللَّيلِ وأيقظَ امرأتَهُ فصلَّيا ركعتَينِ جميعًا كُتِبا مِن الذَّاكرينَ اللَّهَ كثيرًا والذَّاكراتِ) [صحيح أبي داود].

فإذا استيقظ الرجل ليلاً وأيقظ امرأته معه؛ ثم توضأ للصلاة ثم صلى ركعتين في سبيل الله تعالى يكتبهما الله عز وجل من هؤلاء الذاكرين الله كثيراً.

  • صفاء القلب  ونقاؤه قال أبو الدرداء رضي الله تعالى عنه:

( لكل شيء جلاء، وإن جلاء القلوب ذكر الله عز وجل ).

فإن قلب المرء يصدأ بارتكاب الذنوب والبعد عن خالقه وبالغفلة عنه، وبالذكر والاستغفار، يزيل ذلك الصدأ ويعود القلب نظيفاً أبيضاً نقياً.

حياة القلب بالإيمان في صحيح البخاري عن أبي موسى، عن النبي قال: (مثلُ الَّذي يذكُرُ ربَّه والَّذي لا يذكُرُ ربَّه مثلُ الحيِّ والميِّتِ) [صحيح البخاري].

فالذي يلتزم بذكر الله يكن قلبه حي أبيضاً ينبض بالإيمان وحب خالقه، أما الغافل عن ذكر خالقه؛ فهو كالميت لا يشعر ولا يحس قلبه بشيء بل هو ميت بالفعل.

  • أفضل الأعمال عند الله تعالى هو ذكر الله عز وجل عن معاذ بن جبل قال:

قال رسول الله : (ألا أخبرُكم بخيرِ أعمالِكم، وأزكاها عند مليكِكم، وأرفعِها في درجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاقِ الذهبِ والفِضةِ، وخيرٌ لكم من أن تلقوْا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم، قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ، قال: ذِكرُ اللهِ) [إسناده صحيح].

فخير عباد الله هم الذاكرين الله كثيراً، لأن ذكر الله أفضل من قتال الأعداء وإنفاق المال أيضاً.

 ما هي أنواع وفوائد ذكر الله تعالى

لا يقتصر ذكر الله عز وجل على التسبيح والتهليل والتكبير والحمد، بل إن التفكر في خلق الله تعالى وفي نِعمه ذكر أيضاً، والصلاة، وقراءة القرآن، ودعاء الله عز وجل ومناجاته، والاستغفار، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتعلم العلم الشرعي، وحضور مجالس العلم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكل ما يؤدي إلى معرفة الله تعالى والتقرب منه فهو نوع من أنواع الذكر.

أفضل وسيلة لذكر الله تعالى

خير سبيل لذكر الله وال صلى والنبي صلى عليه وسلم يقدم لكم من خلال موقع أخبار حصرية: أن أفضل ذكر للجميع هو كلمة التوحيد التي تقول: (لا إله إلا الله)، وقد ذكرها في أحاديث أخرى أن أفضل اللحظات للذكر والعبادة على الإطلاق، إنه الثلث الأخير من الليل قبل شروق الشمس، وهو وقت نزول الله القدير والنظر إلى عبيده على الأرض، من حيث حالة الإنسان وقت ذكره. وقد ذكر العلماء في هذا السياق أن أفضل ذكرى ما على اللسان، والقلب يحترمه وحاضر.

المقارنة بين الذكر وسائر العبادات

يزعم العلماء أن القرآن الكريم هو أفضل كلام وذكر على الإطلاق،  إذا كانت هناك مقارنة بين تلاوة القرآن وسائر الأذكار، فإن فضل القرآن، باستثناء بعض المناسبات التي يكون فيها نعمة لبعض الأذكار، كالذكر بعد صلاة الفريضة، أو الإعادة  قيل: فضل الذكر على القرآن في هذه المواضع أكبر، لكن إذا قارنت الذكر بسائر العبادات، يرى العلماء أن الحكم عليها، كالصلاة أو غير ذلك من الأمور، يتعلق بالناس وقدراتهم وما يناسب ظروفهم؛ بحيث يتكيف كل إنسان مع حقائق قد لا تكون مناسبة له، غير أن العلماء أجمعوا على أن أي عمل يقوم به الإنسان لطاعة الله تعالى هو بمثابة ذكر لله تعالى، فمن طلب الفضيلة فهو رجل، ومن علم علماً أو جلس في اجتماع ليتعلم أو غير ذلك فهو ذاكر لله تعالى فيه.

فضل الذكر للمسلم

أثنى الله تعالى على عباده الذاكرين، ورتب لهم الخير في الدنيا والآخرة أجرًا لهم، وفيما يلي ذكر بعض المزايا التي تقع على الذين يذكروه:

  • اشعروا بالله فجدوا له دائمًا.
  • راحة البال للقلب.
  • تحرير الوصفة من الغفلة.
  • النجاة من وسوسة الشيطان وشره.

فيجب علينا أن نلتزم بالأذكار وخاصة ذكر الله عز وجل في كل وقت وحين وأن نداوم عليها حتى ننال الثواب وننال راحة البال والطمأنينة ونفوز في الدنيا بالسعادة ورضا الله، وبالجنة في الدار الأخرة، وفي النهاية نتمنى أن يحظي المقال عن فوائد ذكر الله تعالى علي إعجابكم من خلال موقع أخبار حصرية بما كُتب به من أفكار، ونتمنى أن يتم تفعيل إشعارات الموقع من أجل أن يصلكم جديد الأخبار الحصرية لحظة بلحظة وكن معنا في قلب الحدث، كما يمكن الاشتراك معنا في خدمة أخبار جوجل نيوز Google News.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *