شهدت سماء العالم ظاهرة لن تتكرر في خلال الـ ١٥ عاما القادمة، وهي اقتراب كوكب المريخ من الأرض لأقرب مسافة بينهما منذ عام 2003، ليكون المريخ على بعد 62 مليون كيلومتر فقط من الأرض، وقد ظهر المريخ ساطعًا في سماء منتصف الليل، كما كان أكثر سطوعا بثلاث مرات تقريبا من نجم الشعرى، وأمكن ملاحظته ورصده بالعين المجردة.
مع ظاهرة اقترابه النادر من الأرض
ظهر المريخ في هذه الظاهرة النادرة، بعرض 22.6 ثانية قوسية (أصغر قليلا من عام 2018)، حيث يبعد 62.07 مليون كيلومتراً قبل أسبوع من حدوث التقابل، كما أوضح الخبراء أنه لن يصل إلى تلك المسافة القريبة تلك لمدة 15 عامًا قادمة أو حتى سبتمبر 2035.
الجمعية الفلكية بجدة
ذكرت الجمعية الفلكية بجدة، أن المريخ كان في اقترابه التاريخي عام 2003 في أقرب مسافة منذ حوالى 60 ألف عام، أما حاليا فهو أبعد قليلاً عن الأرض مما كان عليه في ذلك الوقت، حيث كان في 27 أغسطس 2003، على مسافة 55.76 مليون كيلومتر، وسوف يتكرر بشكل أفضل في 28 أغسطس 2287، عندما سيكون الكوكب الأحمر على مسافة 55.69 مليون كيلومتر.
ويمكن ملاحظة أن وصول المريخ إلى أقرب مسافة والتقابل لا يحدثان في نفس التوقيت، ويرجع السبب إلى أن الكوكبين يدوران حول الشمس في مدارات اهليجية وليست تامة الاستدارة وليسا على نفس المستوى بالضبط، حيث يكون الفاصل الزمني بين تقابل المريخ وأقل مسافة مع الأرض 8,5 يومًا (عام 1969)، أو أقل من 10 دقائق (عامي 2208 و2232)، ويستغرق كوكب المريخ 687 يومًا للدوران حول الشمس والمرور بتغيراته الموسمية، حيث يمر باعتدالين وانقلابين.
مقارنة بين رؤية سطح الأرض وكوكب عطارد
ويعتبر المريخ الكوكب الوحيد الذي يمكن رؤية تفاصيل سطحه من الأرض، أما عطارد فهو صغير جداً، في حين أن الكواكب الأخرى مغطاة بالغيوم، لذلك فهو حدث مثالي للجميع حيث سيكون المريخ مرئياً بشكل واضح ومميز طوال الليل ويسهل تحديده في قبة السماء، ومع هذه الظاهرة النادرة المثيرة دعا الدكتور محمد غريب، رئيس قسم الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، دعا هواة الفلك إلى الاستمتاع برؤية اقتراب كوكب المريخ من الأرض، موضحا أن فوائد الظاهرة تتمثل في تنظيم مدارات الكواكب حول الشمس، خاصةً مدار الأرض حول الشمس والتأكد من معدلات هذه المدارات، بجانب استمتاع هواة الفلك اقتراب كوكب المريخ من الأرض على التلسكوب بشكل أفضل.
كما يستفيد من الظاهرة علماء الميكانيكا السماوية (المدارات) في ضبط مدارات الكواكب حول الشمس منها كوكب الأرض، ويعد من أنسب مواقيت الهبوط على سطح المريخ لزيارته واستكشافه بشكل أكبر، كما أشار إلى أن الظاهرة ليس لها أضرار على الكرة الأرضية، حيث أن الكواكب تسير في مدارات لها وتقترب من الأرض بشكل عادي ولا جديد فيها.
التعليقات