بينما تجادلت أنا وهو على الفضاء الإلكتروني في موقع “تويتر” كان الجدال مستمرا نحن ثم أنتم ثم هم فعلوا وأنتم فعلتم، وإذا به فجأة يحدثني حول تفسير ابن كثير، كانت هذه نقطة مفصلية في حديث استمر لأيام عبر التغريدات مع شخص أمريكي لعدة أيام، وقفت حائرا مع نفسي ونظرت لحال أمتنا وسألت ماذا لو كنا نقرأ؟، ثم دققت السؤال أكثر وقلت: ماذا لو كنا نقرأ التاريخ؟ بينما سألني هذا الأمريكي عن تفسير ابن كثير، جال بخاطري أن أعدادا لا تحصى من المسلمين لا تعرف من هو ابن كثير!!!.

نحن والتاريخ

ثم تجولت على صفحة التاريخ بداية من القرن العشرين مبتدأ بتلاشي وذوبان دولة الخلافة الإسلامية في (إسلامبول)، مرورا بحرب عالمية أولى خرجت منها منهزمة هي وحليفتها ألمانيا حتى وقعت معاهدة لوزان عام 1923م، وخلال تلك الفترة كانت مصر تخوض غمار ثورتها العظمى منذ عام 1919م حتى انتهت أحداثها بدستور 1923م، نفس العام الذي وقعت فيه المعاهدة التي حددت حدود الدولة التركية في لوزان وانتهى الأمر 1924م بإعلان سقوط الخلافة بشكل نهائي.

مرت ثورة عام 1919م بعد أن تمخض عنها دستورها، حتى خاضت الأمة المصرية فصلا جديدا من تاريخها بتوقيع معاهدة 1936م قبيل بداية حرب عالمية جديدة انتهت في عام 1945م، مؤذنة ببداية فصل جديد في تاريخ البشرية كلها هو عهد استخدام السلاح النووي وجرت صفحة التاريخ سريعا حتى مرت مصر بأحداث 1952م، باختلاف تحليلها ثورة أم انقلابا أم حركة مباركة واستمر الجريان السريع بحرب في عام 1956م كان سببها تأميم القناة ثم حرب أخرى في عام 1967م تليها حروب الاستنزاف فالعبور العظيم في 1973م.

وبينما توقفت الحروب في مصر حتى نشبت في نهاية السبعينات حربا أهلية في لبنان، سرعان ما تحولت لمسرح من الصراعات الدولية على الأرض اللبنانية منتهية بتوقيع اتفاق الطائف 1989م، ما أن وقع هذا الاتفاق حتى كان الخليج مسرحا لحرب الخليج الثانية عام 1991، بعد اجتياح العراق لدولة الكويت ومع بداية القرن الحالي، كان العراق مسرح احتلال دولي بقيادة أمريكا عام 2003م، وما أن رأى الكثيرون أن احتلال العراق هو قشة قصمت ظهر البعير، تلاه بسنوات ليست بالكثيرة اندلاع ثورات الربيع العربي في عام 2011م.

وأعود وأسأل ونحن في عصر المعلوماتية ويسر الحصول على المعلومة ماذا لو كنا نقرأ التاريخ؟، هل لو كنا ندون نجاحات وإخفاقات من سبقونا كنا سنقع في أسوأ مما هم قد وقعوا فيه؟!!!، هل سيكون الربيع العربي جملة مكتملة من إخفاقات القرن الماضي لأننا لم نتعلم من التاريخ شيئا؟!!!.

صدق من قال: إن التاريخ يعيد نفسه، نعم إنه يعيد نفسه بأحداث وصور متشابهة، ليست بالضرورة صور كربونية من سابقتها، من لم يتعلم من الصور والدروس الماضية سيقف التاريخ عند عتبة بابه يعيد نفسه مرات ومرات حتى يتعلم، حينها سيتوقف التاريخ عن الإعادة ويبدأ في خط صفحة جديدة من الإشراق أرجو من الله أن يكون هذا قريبا.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *