هل تخيلت يوماً ما أن تحفر في مزرعتك أو حديقة منزلك، وتجد هذا الكنز البديع، هل ستتبادر إلي ذهنك عده تساؤلات، أم ستعتبر أنه أمراً عابراً ؟!، أرضيه فنيه من الموازيك أو الفسيفساء ترجع للعصر الروماني منذ حوالي 2000 عام، “أرضيه فيلا من الفسيفساء في حاله سليمه تقريبا”  هذا ما غرد به المؤرخ ” ميكو سليلاند ” علي حسابه الشخصي علي تويتر فهذه التغريده تعدت الـ 420 ألف أعجاب وأكثر من 79500  إعادة نشر.

ففي منطقه جبليه ناحيه الشمال تحديداً ببلده  Negrar di valpolicella (نجرار) خارج مقاطعه فيرونا بإيطاليا، وتحت أرضيه كرم من العنب، عثر علماء الآثار بعد عقود طويله من البحث علي أرضيه من الفسيفساء الرومانية، أرضيه فنيه من الموازيك أو أنماط من الفُسيفساء المعقدة والملونة محفوظه جيداً، ترجع للعصر الروماني منذ 2000 عام  كانت جزء من الطريق ومدفونه تحت أمتار من الأرض.

أرض فيلا من الموازيك
أرض فيلا من الموازيك

فوفقاً لما أعلنه المسؤولين هناك، أن العلماء وجدوا لأول مره أدله لوجود فيلا رومانيه منذ أكثر من قرن، ويعتقد أنها تعود للقرن الثالث الميلادي فكانت أخر الحفريات في الموقع، عام 1922 ومع أستمرار العمل وتوقفه عده مرات وجدوا الأرضية المزخرفة بالفسيفساء تحت صف من الكروم.

الغريب أنها لا زالت محتفظه بجمالها ورونقها وعبقريه تصميمها وأيضاً تنفيذها، لدرجه تشعر معها أنها شكلت أمس ومن ثم تم دفنها في نفس التوقيت، وكأن لم تدسها أقدام أحد يوما ما أو تعرضت لأي عامل من عوامل المناخ أو التعرية، ومحتفظه بالكثير من تفاصيلها، بشكل مثالي عبر القرون.

ومازال العلماء يقومون بحفر الموقع بلطف، لمعرفه المدي الكامل للمبني القديم، ونقلاً عن صفحه البلدة علي “فيسبوك” أن تلك المحاولة لم تكن هي المحاولة الأولي من نوعها، فبعد عقود من المحاولات العديدة الفاشلة تمكن الفريق من الوصول الي الأسس وأخراجها أخيراً إلي النور.

فسيفساء
فسيفساء

وأضافت أن السلطات ستتواصل “الآن” مع أصحاب المنطقة والبلدية أيضاً من أجل، “تحديد أنسب الطرق لجعل هذا الكنز الأثري، الذي كان مخفياً دائماً تحت الأقدام، متاحاً ويمكن الوصول إليه”، “وما خفي كان أعظم”، هل هذه المقولة تكون في محلها دائما، أتيه بثمارها  المنتظرة !؟.

بالطبع ستتحرك الجهات المعنية سريعاً لحماية ذلك الاكتشاف الأثري وتسهيلاً علي القائمين بالمفاوضات ستتم إزاحة العوائق من أمامهم، ترى:-

  • هل سيتم وضع تشريع خصيصاً لتلك الحالة ليتم تطبيقه عليها بأثر رجعي!.
  • هل ستقوم جهه مسئوله بالتشكيك في أورق ثبوت ملكيه الأرض من الأساس وكأنها تعدي علي أملاك الدولة بامتلاكها بطريق وضع اليد مثلاً !.
  • أو أن رئيس البلدية أوعمده نجرار بإيطاليا سيتقدم باقتراح، بمقتضاه يتم سحب الكرم بالكامل أو حتي الجزء التي تم الاكتشاف فيه باعتبارها منطقه أثريه، وبالتالي يمتنع علي صاحبها التعامل عليها ببيع الكرم أو أيجارها للغير، أو علي الأقل يتم منعه زراعه العنب، أو أستبداله بمحصول أخر ذات جذور سطحيه، حتي لا يضر بالأرضية الفسيفساء؟!.
  • هل سيتم وضع أسوار عاليه عليها حتي لا يدخل المتطفلين واللصوص ويعبثون بالأرضية أو حتي يتبولون عليها هم أو بهائمهم !.
  • هل في حاله السحب سيتم تعويض صاحب الكرم بشكل فوري وعاجل، أم لابد أن يقوم من جهته بالأثبات بشكل قاطع لا يقبل الشك فيه أنه وقع عليه ضرراً جراء ذلك الاكتشاف بأثبات حاله.
  • هل سيتطلب الأمر رفع قضايا أمام الجهات المختصة وتعيين محامي مخضرم، يستطيع اللعب بثنايا القانون والدخول إلي دروب عقل القاضي والخروج منه سريعا، ليكتشف الثغرات القانونية التي يبحث عنها، وبالتالي يكون الحكم لصالح موكله.
  • هل ستظل القضية في المحاكم لسنوات مديده تتابعها الأجيال المتلاحقة لاعنين يوم مشرق شمس ذلك الاكتشاف فبدلاً من توارثهم لكرم من العنب توارثوا قضيه يلهثون ورائها في المحاكم.
الموزايك
الموزايك

أكتشافات وأحداث ربما تتكرر في أغلب البلدان القديمة ذات الطابع الأثري فكلها فرضيات، ولكن ماذا عن رأي المشرع هناك!!؟.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *