واقعة طفل المرور ابن المستشار لا يجب أن تمر مرور الكرام، الواقعة دي بتشير لكارثة مجتمعية خطيرة كفيلة بتفويض كل أساس الأمن المجتمعي، الطفل ده غير مهذب وواضح جدا انه تم تغذيته وحشو عقله بكل معاني الاستعلاء والعنجهية والغطرسة من أبويه، ما هو مش هيكون شرب الأفكار دي من البواب مثلا، فلو كان الموضوع اقتصر على الفيديوهين المنشورين من قبل لكنا قلنا انه مجرد مراهق طايش، مع أن ده لا يعفيه هو وأبوه من العقاب، لكن انه بعد كل الضجة والاستفزاز اللي عمله ده يطلع كمان في فيديو لايف بعد خروجه من النيابة هو وشله أصحابه ويتباهى باللي عمله ويتحدى الدولة والمجتمع بكل وقاحة ويقول أن محدش يقدر يسجنه وكمان ينطق بألفاظ قذرة، فده معناه أن أبويه هما اللي زرعوا في عقليته الأفكار الاستعلائية دي وغرسوا في نفسه انهم فوق القانون وفوق المحاسبة، وبالتالي يحق له ولهم أن يفعلوا ما يشاءون بدون أن يجرؤ أحد على محاسبتهم أو الوقوف في وجه غطرستهم.

أحنا أمام حالة صارخة من الإحساس بالفوقية والاستعلاء والغطرسة وليدة تربية فاسدة واحتماء بالسلطة والحصانة والنفوذ، تم إرضاعه لهذا الطفل المغرور مع لبن الأم منذ أيام حياته الأولى، وإلا لما كان قد أقدم على مثل هذه التصرفات الاستفزازية للجميع.

بلاش ندفن رؤوسنا في الرمال، فلولا فساد التربية لما ظهر لنا مثل هذا النموذج المستفز، وليس أدل على كلامنا أكثر مما قام به الأب المستشار نفسه من حيل وألاعيب قانونية رخيصة لا تليق بعرض حالجي مدلس ليفلت هو وابنه من العقاب، حاكموا هذا الفتى المتغطرس، ولكن قبل ذلك حاكموا من زرع في عقله مثل هذه الأفكار الاستعلائية المريضة.

الطفل المتعدى على فرد شرطة المرور بالمعادي
الطفل المتعدى على فرد شرطة المرور بالمعادي

هذه قولة حق نجأر بها لكل المسئولين في هذه الدولة التي نحبها وندعمها بكل قوة، ولولا حبنا لها لما صرحنا أو صرخنا بها، فلا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها، وليعلم الجميع أن الله يقيم دولة العدل ولو كانت كافرة، ويهدم دولة الظلم ولو كانت مؤمنة، ونذكر الجميع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:-

إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *