حكاية الطفلة رحمة: الطفلة رحمة عادل تبلغ من العمر تسع سنوات، تلميذه تلتحق بالصف الثالث الابتدائي بأحد المدارس الحكومية في نطاق محافظة الجيزة، رحمة قالت بابا متوفى  ملناش حد يصرف علينا ويلبى احتياجاتنا، ماما مش عارفه تطلع المعاش بتاع بابا نظرا لإجراءات قانونية صعبه ومعناش فلوس علشان محامي، وفى يوم كانت ماما بتبكى علشان مش عارفة تجيب لنا الأكل أنا وأخواتي الصغار ومن بعدها لاقيت ماما بتشتغل في غسيل سلالم المنازل.

حكاية الطفلة رحمة

للأسف ماما رجليها اتكسرت اثر وقوعها من على السلالم في الشغل ومحدش بقى يجبلنا فلوس وملاقتش حد يساعدنا، واحد قرايبنا قالي انزلي بيعي المناديل في المترو وأنتي هتصعبى على الناس وده اللي حصل بس، ولكن ردت رحمة عندي كرامة وأنا مش بحب أصعب على حد، رحمة بتقول تذهب يوميا إلى مدرستها ثم ترجع للذهاب إلى خط  المترو وبتبيع مناديل، أما عن مذكراتها وقضاء واجباتها المدرسية بتبقي وهى جالسه هنا في المترو علشان لما تذهب لمنزلها كمان في واجبه تانى هي بتعمله أنها بتساعد مامتها في شغل.

وطلبات البيت الطفلة رحمة من منطقة بولاق الدكرور وبيتها مش بعيد وكل يوم بتجيب الأكل من فلوس المناديل اللي يتبعها في محطة المترو وبشتري كمان البضاعة من محل في منطقتها وبتاخدها معها في شنطة مدرستها، طبعا بعد الكلام ده الطفلة رحمة مش هتكون ترند trend.

علما بان الراقصة لودريان إلي كسبت ملايين الجنيهات تنزل ترند علشان أحنا شعب بيحب المعنى والرقص مع ان شعبنا متدين وعلى فكرة إسلامية  ولكن الحقيقة شعبنا غريب عنده انفصام في الشخصية

دلوقتي رحمة هي اللي بتصرف على أسرتها بعد مرض والدتها وانكسار رجليها، من خلال الجنيهات القليلة التي تكتسبها بعرق جبينها، في حين أن رحمة وضعت نفسها في مهام من هو أكبر منها سنا وفى معاناتها الثقيلة وحملت نفسها أمر فوق طاقتها من أجل أمها وأخواتها.

  • وفى كتب الإنجيل يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي، رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم، لأني جعت فأطعمتموني، عطشت فسقيتموني. كنت غريبا فآويتموني، عريانا فكسوتموني، مريضا فزرتموني. محبوسا فأتيتم إلي.
  • في القرآن الكريم  مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً ۚ

مع العلم أن افضل تجاره هي التي مع الخالق سبحانه وتعالى ف‏لو علم المتصدق أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير لكانت لذة المعطي أكثر من لذة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *