الزمان، في أواخر صيف عام 1946ا، المكان بالتحديد في الصحراء السورية المتداخلة مع  العراق والأردن، تبدأ الحكاية بخروج مجموعه من صيادي الغزلان في البادية السورية – العراقية  ليعثروا علي فتي في عمر 10 سنوات إلي 14 عام يعيش مع الغزلان ويرافقهم كأنه واحد منهم، فالطفل وجده أمير يلقب بالأمير أورنس الشعلان في أحدي رحلات الصيد في باديه تدعي الأنبار وظل الطفل معه إلي أن توفي الأمير أورنس وأختفي الطفل بوفاته.

الصحراء السورية المتداخلة مع  العراق والأردن
الصحراء السورية المتداخلة مع  العراق والأردن

فمن من هو أورنس الشعلان، هو زعيم قبيله “الروله” وفي نفس الوقت هو أحد أعضاء المجموعة التي تمكنت من العثور علي الفتي فيتحدث عن الفتي في مقابله إجريت مع صحيفة صنداي إكسبريس ويقول في أواخر صيف 1946 خرجنا للصيد وأثناء التجوال في الصحراء التي تمتد شرق الأردن مروراً بسوريا والعراق عثرنا علي فتي عاري يعيش مع الغزلان ليس هذا فقط، ما أدركناه أن الفتي أيضاً كان يجاريهم في السرعة.

ما وراء الطفل الغزال
ما وراء الطفل الغزال

فبعد ساعات من الجري تمكنا من الامساك به ومكان هذا ليحدث دون دعم وتدخل الجيش العراقي الذي أرسل سياره عسكريه من النوع “Jeep”، والتي تمكنت من مجاراته ومحاصرته وإلقاء القبض عليه حيث أنه كان فائق السرعه، ففي التاسع من أيلول لنفس العام نشرت أيضاً مجلة الحياه اللندنيه مؤكده نفس الكلام.

الطفل الغزال بعد ما تم امساك به
الطفل الغزال بعد ما تم امساك به

ويكمل الشعلان حديثه ويقول لقد تم تقييد الفتي كما تقيد البهائم، ومن ثم إقتيد بعدها الي “دمشق” ليتم إعاده تأهيله كما قيل لنا، وفي إحدى أسوء دور رعايه موجوده في البلاد علي الإطلاق، حيث أرادت السلطات السوريه دراسته، بينما رفضت طلبات كل من الأطباء الأمريكيين والفرنسيين لرعايته وتأهيله وإجراء بعض الدراسات عنه، ليحدث بعد تسع سنوات من المعامله الوحشيه المهينه ظناً منهم أنهم يؤهلونه.

تعذيب الطفل الغزال
تعذيب الطفل الغزال

ففي العام 1955 تحديداً، أرهق الفتي من أعاده التأهيل الوحشيه التي ربما كانت معامله الحيوانات في الصحراء أكثر نعومه منها، وتمني العوده للباديه مره أخري ليعيش بين الحيوانات التي شعر بإرتياح لتواجده بينهم عن البشر أشباه الحيوانات المفترسة الذي وقع في قبضتهم، وبالفعل تمكن من الهرب، ولكن مع الأسف فما ينتظره كان أبشع، وجد الفتي نفسه في الشارع السوري.

ويتحدث الكاتب الفرنسي “Jean-Claude Armen”، عن تلك الفتره من حياه الفتي في كتابه الذي يحكي فيه قصه الفتي وما مر به، والذي قام بتأليفه في العام 1960 تحت عنوان ” Gazelle-Boy “، ويقول في الشارع وجد الفتي نفسه عرضه للاستغلال ليكتشفوا بعض المرتذقه إدراكاً منهم لإمكانية أن يدخل في تسابق مع السيارات في شوارع دمشق مقابل “مايعادل 25 سنتاً” يأخذها، فلم يكن الفتي يعرف الكلام ولا يعرف حتي قيمه الأموال.

أثناء أحدي السباقات
أثناء أحدي السباقات

لم يستمر هذا الوضع مطولاً فسرعان ما عرفت الشرطه بمكانه وتمكنت من إلقاء القبض عليه مجدداً، وجرته الي مكان مجهول، ولم يتمكن أحد من معرفه مكانه أو مصيره لليوم، هذه كانت إحدي الروايات من شهود علي الإحداث.

فوالدي الطفل نبذاه صغيراً في البادية في الصحراء حيث الوحوش الضاريه والحيوانات المفترسه لتأكله لسبب يجهله الجميع، فتعهدت الغزلان البريّة بإرضاعه وتربيته حتى أكسبته البادية بنية قوية ومنحته الغزلان سرعة قدرها علماء غربيون وفق ما ذكرت صحيفة “صنداي اكسبرس” البريطانية بـ 50 كم في الساعة، أي ما يعادل سرعة غزال حقيقي، وذلك كما ذكر موقع “Olimba” الالكتروني .

هذا في حين البعض أكد بشكل أكثر عقلانية أن الفتى هو إبن مفقود لإحدى عائلات البدو الرحل التي تتنقل في البادية باستمرار بحثاً عن المرعى، حيث يعيش البدو هناك من خشونة وتقشف طبع حياة الأطفال بطابع القسوة ومحبة الحيوانات على أن يألفوا العيش مع البشر.

هذا ويرى كثر أن القصة ما هي إلا نسج من خيالات مراسلين صحفيين أجانب عالقون وسط الصحراء السورية – العراقية في تلك الفترة الزمنية، دفعهم الملل لسرد تفاصيلها بشيء من الخيال، هذا ولا يعرف الي الآن، هل قصه الطفل الغزال قصه حقيقيه، وإن كانت حقيقيه إين ذهب الطفل الغزال، وما هو مصيره ؟!.

أم أنها مجرد سرد من واقع الخيال.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *