أعزُّ شئ إلى الروح وأقرب إلى القلب هي الأوطان، بالنسبة لمعظم الناس الوطن هو مهد الولادة، ومرتع الطفولة، والشباب، ودفء الشيخوخة، وتجمع الأصدقاء والأحباء، ربما يكون المنزل هو الشيء الوحيد الذي يرغب الشخص في الإنفاق عليه، كما يفترض بالوطن أن يمنح الإنسان شعوراً بالأمن والاستقرار، وشعوراً بالبناء والتضحية والأمان، الأمر الذي يجعله يرى الوطن في أفضل حال، وسوف نذكر حديث عن الوطن بشئ من التفصيل.

حديث عن الوطن

لكل منا وطن نولد ونشأ ونشأ فيه، والشخص بلا وطن ليس له هوية، لأن الوطن هو المكان الذي يتشارك فيه الأفراد في الثقافة والعادات واللغة، وهو المكان الذي الذي يبقى بعده عنه مرتبطا بقلبه ويبقى مرتبطا بما لا يستطيع تركه، وذلك لأن فضيلة الوطن يمتلك الشخص الكثير مما يتجاوز مجرد الجنسية أو جواز السفر الذي يُمنح له، ليشمل العديد من حقوق وامتيازات المواطنة.

معنى كلمة الوطن

وطن كلمة تدل على المكان الذي يقيم فيه الإنسان وينمو وينتمي، ولو لم يولد معه أو نشأ معه، فهو الوطن أو الوطن الأصلي، ومن المهم معرفة مصطلحات الوطن، يعني مكان يسكنه مجموعة من الناس ويشعر المرء بالارتباط بهم وانتماءهم الروحي والعاطفي معه، أو يمكن القول أنه مكان على وجه الأرض يولد ويستقر فيه مجموعة من الناس، ليكون هذا المكان بيئة مواتية لهم.

حديث عن الوطن وأهميته

عندما نريد أن نعرف أهمية الوطن، علينا أولاً أن نعرف ما هي قيمة الإنسان بلا وطن، الجواب على هذا السؤال يتجلى في قول الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: لعلك على قيد الحياة، ولعلك ميت، ربما أنت مثلي بدون عنوان ما قيمة الإنسان بدون أمة بدون علم وبدون لقب؟ الإنسان ينتمي إلى وطن يبحث عنه.

  • الوطن رمز الهوية والانتماء والعزة والعزة والكرامة.
  • يمتلك جميع حقوق المواطن، مثل الحق في التصويت، والحق في امتلاك العقارات والأراضي، والحق في الحياة الكريمة، والحق في ممارسة الشعائر والطقوس والعبادة، وممارسة التقاليد والعادات الحميدة في هذا الإطار من المقبول.
  • الوطن هو الشوق الفطري لهذا المكان وحده، حتى لو عاش الشخص أجنبياً أو مهاجراً أو لاجئاً أو منفياً عن وطنه طيلة حياته.

حديث عن الوطن وواجبنا نحوه

إذا أخذنا المنزل على أنه صورة مصغرة للوطن، فستتضح الأمور في المنزل، نجد أن أفراد الأسرة يتعاونون مع بعضهم البعض للحفاظ على النظام والنظافة في منازلهم حتى أنك تجد الأطفال، عندما يعتادون على النظام، تجدهم متلهفين لإعادة ترتيب أسرتهم في الصباح وإعادة كل شيء يستخدمونه إلى مكانه الأنيق والنظيف، مثل الأكواب والملاعق وما شابه ذلك، ولا تختلف الدولة الكبيرة كثيراً في هذا الجانب؛ فالمحافظة على نظامها مسؤولية كل المواطنين، بحيث يأخذون بعين الاعتبار مسألة الحفاظ على الممتلكات العامة، مثل عدم الاعتداء على الرصيف المخصص لحركة الناس والحفاظ على نظافة الشوارع لا ترمي الأوساخ بها، ويجب الحفاظ على المرافق العامة في الحدائق وغيرها من المناطق بحيث يمكن للمرء أن يعكس صورة إيجابية عن بلده أمام العالم أجمع.

  • حماية الوطن من أي تهديد أو اعتداء داخلي أو خارجي.
  • المحافظة على ممتلكات وممتلكات الدولة العامة بما في ذلك المرافق والمباني.
  • المساهمة في تقدم الأمة وازدهارها، والعمل على مكافحة الفساد والتعاون بين المواطنين للنهوض بالأمة في العلوم والاقتصاد والسياسة والطب والبحث العلمي.
  • إن ضمير المواطن أنه حر في أرضه، لكن حريته تحكمها قواعد مهمة، مثل عدم المساس بالآخرين باسم الحرية واحترام المعتقدات الدينية والسياسية للآخرين.
  • المحافظة على الثروات الطبيعية للبلاد كالمياه وعدم إهدارها بأي شكل من الأشكال.
  • المشاركة في الأنشطة التطوعية في خدمة المواطنين.
  • المحافظة على القوانين المتبعة في الوطن واعتبارها جزء لا يتجزأ من الحياة الخالية من العقوبات، كمحافظة على قوانين السير وعدم مخالفتها.
  • أن يكون كل مواطن نموذجًا للإخلاص للوطن كلٌ على حده، والطالب في مدرسته، والموظف في العمل، وربة المنزل في المنزل؛ بالنسبة لنا لأداء العمل بأمانة وحسب الحاجة، ولمساعدة بعضنا البعض في أداء خدمة المجتمع.
  • طاعة ولي الأمر وعدم كسرها، وحفظ أمن الوطن من الفتوات.
  • على الأثرياء ورواد الأعمال في الوطن، سواء داخل الوطن أو خارجه، استثمار أموالهم في الوطن، الأمر الذي يؤدي إلى تنشيط الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل للشباب، ورفع مستوى المعيشة.
  • تقع على عاتق الشباب والشابات مسؤولية المشاركة في العمل التطوعي في خدمة الوطن ودعم المواطنة، مثل: العمل التطوعي في دور المسنين، أو حملات التوعية في المدارس والطرق العامة عن شيء خاطئ، وحملات لمساعدة المواطنين.
  • حملات تنظيف للفقراء والمحتاجين للأماكن العامة وحملات للمساعدة في إعطاء دروس التمكين للطلاب ذوي الدخل المحدود أو الأيتام والعديد من الوظائف التطوعية الأخرى.

حديث عن فضل الوطن

معرفة فضل الوطن على الإنسان من العقيدة الإسلامية، ولكي يكون الإنسان مخلصًا للعقيدة يجب أن يعرف فضل وطنه عليه، أي لأن المسلم لا يجد الخير إلا بالصدقة وكم جعلته الأمة لما رعاه وهو طفل، عندما وفرت له متطلبات الحياة الكريمة، كما زودته بالمرافق التعليمية من المدارس والجامعات، تمكن من خلالها من الحصول على أرقى الشهادات العلمية، وكذلك عندما شددت الأيام العبء على الإنسان وأصابه الله بمرض؛ حتى يتمكن من رؤية أماكن العلاج التي توفرها الدولة لعلاج المواطنين، حتى ينعم المواطن بالأمن ويشعر بالحماية من وطنه، ويرى أمن الدولة والجهاز العسكري الناشئ لأداء مهام الأمن والدفاع عن الوطن والمواطن، مستوحاة من روح الانتماء والولاء للوطن فضل الأمة على الإنسان تحتم عليه حماية منشآته ومؤسساته حتى لا يغزوها.

وكذلك المواطنة الصالحة وتقدير فضل الوطن يقتضي من الإنسان أن يحافظ على نظافة بلده وعدم إلقاء القذارة في طرقه، وتحمل في داخلها روح التطوع وخدمة الوطن؛ بحيث إذا طلبت الدولة يومًا ما للقيام بواجبها، تستجيب للدعوة بمحبة وعزم، وكذلك من صور استجابة فضل الأمة، ولكي يستثمر الإنسان خبرته ومعرفته في خدمة وطنه، ويجب على الإنسان أن يدرك أن وطنه هو موطنه العظيم الذي رعاية وحمايته ووفره لكل شيء، وهو يسعى دائمًا لخدمته بكل قوته، وإذا تعرضت للعدوان أو النية، دافع عنه بشجاعه وقوة.

حديث عن الوطن والدفاع عنه

الدفاع عن الوطن ليس مسألة حداد إعلامي أن البعض يبكي ليل نهار على منصات التليفزيون وعندما يجلسون بين الناس، إذا أخطأ الناس أنك تحبهم وتحب الوطن وتسرقهم في أول فرصة، فهذا إنه نقص في الأخلاق وهو عيب كبير وخيانة للوطن والأمة. الدفاع عن الوطن أولاً وقبل كل شيء بكل الضمير الذي يجب أن يمتلكه كل أبناء الوطن؛ لأن مصلحة الوطن يجب أن تكون أولاً وقبل كل شيء، أي قبل أي مصلحة ضيقة ما تشاء، والمصالح الضيقة كثيرة ومتنوعة؛ بحيث يمكن أن تكون مادية أو حزبية أو سياسية أو اقتصادية أو من أي نوع آخر، كل هذه المصالح هي أنواع مختلفة من المصالح الشخصية الفردية البحتة، والتي لا تصبح مصلحة جماعية لجميع أبناء الأمة.

أما النوع الثاني من الدفاع عن الوطن، فيبدأ بالحب الذي يكنه أهل الوطن لبعضهم البعض؛ لأن هذا الأمر يساعدهم كثيرًا في تجاوز المعضلات التي يمرون بها معًا، وهذا من شأنه إنهاء أي نوع من المخططات، دبرها الأعداء لتدمير الأمة والوطن، وقسمهم أبناؤهم إلى قسمين محاربين ومتحاربين.

والطريقة الأخرى للدفاع عن الوطن هي من خلال الجهاد في سبيل حب الله ضد المعتدي الذي يهاجم الأعداء وفي هذا السياق لا يجوز أن يهاجم أي شخص في هجومه المضاد ويهاجم من لم يهاجمه، أنه أوضح في كتاب الله عز وجل بيت عبده ورسوله محمد – صلى الله عليه وسلم – وأنه أوضح في سائر الكتب السماوية حب الوطن غريزة، والدفاع عنه واجب على كل من له قدرة أخلاقية ودينية؛ لأن الدفاع عن الوطن هو الدفاع عن الإنسان وذاكرته وعقله وهويته، والدفاع عن الوطن دفاع عن الناس ومن بينها ينشأ الإنسان، ويشاركه أفراحه وأحزانه، كل هذه الأشياء جديرة بمن يدافع عنها ويؤمن الغالي والثمين ليحفظها.

أحاديث شريفة عن الوطن

حديث عن الوطن الحبيب تشير إليه أحاديث نبوية كثيرة؛ لأن الوطن وطن وأمن، فمن الواضح أن الإنسان يحب وطنه وينتمي إليه، ونجد أن القرآن الكريم، إن حب الوطن هو حب الذات، وليس من السهل فصل الوطن، لذلك اعتبرت هجرة الرسول الكريم الصحابة من أعظم فضائله.

لقد أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأمثلة في حب الوطن، فوجدناه عندما هاجرت من مكة إلى المدينة المنورة، ويذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديثه النبوي مدى شوقه عن وطنه وحبه لمكة، وأن خروجه من بلده ووطنه كان مجرد استجابة لأمر ربه، وأن الدين فضل نفسه، وها هو حديث عن وطن السنة النبوية التي تؤكد حب الرسول لوطنه:

  • روي عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ لَقَلَّ يَوْمٌ كَانَ يَأْتِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا يَأْتِي فِيهِ بَيْتَ أَبِي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيْ النَّهَارِ فَلَمَّا أُذِنَ لَهُ فِي الْخُرُوجِ إِلَى الْمَدِينَةِ لَمْ يَرُعْنَا إِلَّا وَقَدْ أَتَانَا ظُهْرًا فَخُبِّرَ بِهِ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ مَا جَاءَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلَّا لِأَمْرٍ حَدَثَ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُمَا ابْنَتَايَ يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ قَالَ أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ قَالَ الصُّحْبَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الصُّحْبَةَ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عِنْدِي نَاقَتَيْنِ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ فَخُذْ إِحْدَاهُمَا قَالَ قَدْ أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ.

  • حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ، قَالَ : ” أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ كُنْتُمْ وُلاةَ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي، فَلا تَمْنَعُوا طَائِفًا بِبَيْتِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ وَلا نَهَارٍ ، وَلَوْلا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتُهَا مَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ وَبَالا، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالا “.
  •   قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ما أطيبَك من بلدٍ! وما أحبَّك إليَّ! ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك))؛ رواه الترمذي.

  • كلمات قالها الحبيب – صلى الله عليه وسلم – وهو يودِّع وطنه، إنها تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بالوطن، بمكة المكرمة، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، هواؤها عليل ولو كان محمَّلًا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأقدار، وتربتُها دواء ولو كانت قفارًا.

  • ولقد ثبت في الحديث الصحيح عن عائشة – رضي الله عنها -: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول في الرقية: ((باسم الله، تُرْبَةُ أَرْضِنا، ورِيقَةُ بَعْضِنا، يَشْفَى سقيمُنا بإذن ربنا))؛ رواه البخاري ومسلم.

وفي النهاية نتمنى أن يحظي المقال عن حديث عن الوطن في نقاط بسيطة علي إعجابكم من خلال موقع أخبار حصرية بما كُتب به من معلومات، ونتمنى أن يتم تفعيل إشعارات الموقع من أجل أن يصلكم جديد الأخبار الحصرية لحظة بلحظة وكن معنا في قلب الحدث، كما يمكن الاشتراك معنا في خدمة أخبار جوجل نيوز Google News، ويمكنكم التعليق علي المقال في حال وجود أي استفسارات وسنقوم بالرد عليكم متابعينا في أسرع وقت.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *