التسبيح أو فضائل التسبيح لله هو تنزيه الله القدير عن كل عيب، ودليل العظمة والكمال له وحده بلا شريك؛ لذلك قال حذيفة رضي الله عنه في وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في منتصف الليل:

“وَإِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَنْزِيهٌ لِلَّهِ تَعَالَى سَبَّحَ”

وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام

«فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ» (رواه مسلم).

والوارد في الركوع تسبيح الله تعالى؛ فدل الحديثان على أن التسبيح تنزيه وتعظيم.

ويعرف التسبيح أيضاً بمصطلح “تسبيح” أي تقديس وإكرام وتمجيد كل عيب، والحمد: وهو قول كلمة (سبحان الله) أي تمجيد الله تعالى على كل نقص؛ وهو كامل لكل عيب سبحانه وتعالى، والمسلم يحمد الله تعالى حتى يخلصه من النقص ويمدحه من أجل الكمال، والحمد لله أيضًا عندما تبهرون وتندهشون لرؤية مظاهر قوته ومجده، فإن الله سبحانه وتعالى يذكركم بحمدكم، وقد تكررت كلمة الحمد في القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا حتى يتدرب المسلم على نطقها، ويعتاد على تكرارها،  وإن مدح الله تعالى قد ورد في القرآن الكريم عندما لم يذكر تفرد الله تعالى إلا في خلق المخلوقات، حيث قال تعالى:

(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)

أيضاً ذكر التّسبيح في القرآن الكريم؛ لكي يتحدث عن حكمة الله عز وجل في خلقه، وينفي اللعب واللهو، قال تعالى:

(رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ)

وفي موضع آخر جاء التسبيح، لتأكيد قدرة الله تعالى، وإنكار إفلاتهم من العقاب، وذلك في قوله تعالى:

(وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ).

وحمد الله تعالى بدلًا من إثبات وحدته ومجده وإنكار افتراء المشركين أن لله زوجة أو ولدًا،  حيث قال الله تعالى:

(إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ)

وأيضاً، جاء الحمد لإثبات عدل الله القدير وصدق كلامه ووعده، قال سبحانه:

(وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا)

ويُذكر التسبيح عندما ذكر الله تعالى مظاهر قدرته على التغيير ليلاً ونهاراً وشروق وغروب الشمس، قال تعالى:

(فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ).

فضائل التسبيح لله

يعتبر ذكر الله تعالى عمومًا من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم من ربه ويسمو بها، وقد ورد ذِكر أحاديث عظيمة جدًا في فضل الذكر، منها قول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:

(ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم، وأزكاها عندَ مليكِكُم، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم؟ قالوا: بلَى، قالَ: ذِكْرُ اللَّهِ تَعالى قالَ معاذُ بنُ جبلٍ: ما شَيءٌ أنجى مِن عذابِ اللَّهِ من ذِكْرِ اللَّهِ).

ومن فضائل ذكر الله سبحانه وتعالي بشكل عام، وله فضائل محددة وردت فيها آيات شريفة كثيرة منها:

  • التسبيح سبب لإزالة ضعف الروح ورفع الانفعال، وقد أمر الله تعالى نبيه أن يحمد الله تعالى بعد كل إنكار لقومه، وذلك لزيادة دافعه وإزالة الضعف الذي أصابه، قال تعالى:

(فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ).

  • التسبيح سبب للنصر والتوفيق من الله تعالى إذا اقترن بالمغفرة، قال تعالى -كما أمر نبيه صلى الله عليه وسلم-:

(فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ).

  • التّسبيح يقترن بالثقة بالله والشعور باليقين التام بقدرته ونصرته، قال تعالى:

(وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ۚ).

  • التسبيح يقترن بجلب عون الله تعالى وعزته ونصره، قال تعالى:

(وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ* وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ).

ما هي ألفاظه وكلماته

يأتي التسبيح (فضائل التسبيح لله) بعدة كلمات، ويمكن دمجه مع أذكار أخرى، وبهذه الأذكار والثناء تم ذكر آيات وأحاديث شريفة، وفي ما جاء اقتران ذكر كلمة تسبيح بالأذكار الأخرى، والأجر الذي رتب لها الله تعالى:

  • التسبيح مع الحمد، ومن أوجه كثيرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضلها:

(كلِمتان خفيفتان على اللِّسانِ، ثَقيلتان في الميزانِ، حبيبتان إلى الرَّحمنِ: سبحان اللهِ العظيمِ، سبحان اللهِ وبحمدِه)

وقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أيضاً:

(من قال: سبحان اللهِ وبحمدِه، في يومٍ مائةَ مرَّةٍ، حُطَّت خطاياه وإن كانت مثلَ زبدِ البحرِ)

  • هنا يزن الحمد في ميزان الله تعالى يوم القيامة، وهو سبب لمغفرة الذنوب بإذن الله، ذكر التسبيح بحمد وتكرار لذلك، وقد ورد في كرمه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلى الفجر في يوم من الأيام، ثم جلست السيدة جويرية – رضي الله عنها – وتتذكر الله تعالى في صلاتها حتى طلعت الشمس، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال هذا الوقت قال:

(لقد قلتُ بعدكِ أربعَ كلماتٍ، ثلاثَ مراتٍ، لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذُ اليومَ لوزَنَتهنَّ: سبحان اللهِ وبحمدِه، عددَ خلقِه ورضَا نفسِه وزِنَةِ عرشِه ومِدادَ كلماتِه).

  • ذكر التسبيح مع الحمد والتهليل والتكبير، ووردت فيه أحاديث شريفة كثيرة، كما ذكرت مواقيتها، ووردت استحقاقها بعد الصلاة المكتوبة، وذكر فضل ذكرها قبل النوم، وكذلك في الصباح والليل، يذكر التسبيح مع الأذكار الأخرى كما في الحديث:

(أحبُّ الكلامِ إلى اللهِ: سُبحانَ اللهُ لا شَريك لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ، لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ، سُبحانَ اللهِ وبحمدِهِ).

  • ذكر التسبيح عند القيام من المجلس، للتكفير عن الذنوب، ويكون على هيئة:

(سبحانَك اللَّهمَّ وبحمدِك أشهدُ أن لا إله إلَّا أنت أستغفرُك وأتوبُ إليك عملتُ سوءًا وظلمتُ نفسي فاغفرْ لي إنَّه لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنت).

أجر التسبيح يملأ ما بين السماء والأرض:

قوله صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض)، أشرنا في الكلمة السابقة إلى أننا الآن لا نحتاج إلى تفسير ولا ينقصنا أبدًا، وأصبحت المشكلة حقيقة في أعيننا كنت مع الحافظ ابن حجر قدس الله وطهّر روحه، فوجدته يفسر هذا المصطلح ويقول: الأجر يملأ ما بين السماء والأرض ، والصحيح الآن أن هذه الكلمة تملأ بين السماء والأرض. أو بين الأرض والسماء؛ لأننا إذا قلنا: (سبحان الله والحمد لله)، أو: (سبحان الله وبحمده)، وخرج من فم واحد منا إذا باركه الله وباركه.

ويبقى عليه متموجًا ويلوحًا في الأثير حتى يملأ بين السماء والأرض، وينال الكثير من الفوائد، ويمتلئ بين السماء أو بين السماء والأرض من المسجد بعد ساعة يصل أحد المختصين ويلتقط صورة لظلنا المتبقي هنا ويجمع أصواتنا التي نلفظها أي أنه لم يقضي على المشتت وتركه متموجًا وهذا هو سر انتقاله من منطقة إلى أخرى، لأنها تنتقل فقط عبر الأثير، لذلك تظل الكلمة على السطح، إذا قالت: (سبحان الله وبحمده)، أو: (سبحان الله والحمد لله)، أو قلت ما شاء الله أن تقول من الكلمات الطيبة التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم إنها تملأ بين السماء والأرض، ولكنها تملأ أي أنها تظل متموجة ومتداخلة في الكون.

ولا تقل: والكلمات تتصادم مع بعضها؟ الجواب: هل يصطدم الضوء بالضوء؟ هل هذا يحجب هذا؟ الجواب: لا، وكلام أنور:

( سبحان الله والحمد الله تملآن أو تملأ ما بين السماء والأرض ).

وفي فضائل (التسبيح لله) الثناء وأجره ذكر أنه من أفضل الخطب، وأنا أحبه لله سبحانه، لأن الحديث الذي رواه النبي – صلى الله عليه وسلم- ؛ هو قال:

(أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ)

كما أن التسبيح هو نوع من الصدقات التي يتصدق بها المسلم لكل من عظامه، الحمد لله سبحانه وتعالى على هذه النعم العديدة العظيمة التي بدونها لا يستطيع الإنسان أن يتحرك أو يؤدّي عمله ويلبي احتياجاته، وأشكرك على أنها ستكون صدقة، لكن من الصعب الحصول على ثلاثمائة وستين صدقة في اليوم، لهذا السبب مدح الله القدير كصدقة ارحم عباده كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم. هو قال:

(يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ)

والتسبيح من أحد أسباب مغفرة ذنوب المسلم؛ قال -صلّى الله عليه وسلّم-:

(مَن قالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، في يَومٍ مِئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ ولو كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ).

إن مدح المسلم، الحمد لله عز وجل في الصباح والمساء مائة مرة، يستحق الكثير من اللطف، قال صلى الله عليه وسلم:-

(مَن قالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِئَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَومَ القِيَامَةِ، بأَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ قالَ مِثْلَ ما قالَ، أَوْ زَادَ عليه)

أما الأحاديث التي ذكرت في فضائل التسبيح لله بعد الصلوات، فمنها قوله -صلّى الله عليه وسلّم-:

(مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: (تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ)

فيجب علينا أن نلتزم بالتسبيح وفضائل التسبيح لله وذكر الله؛ كي ننال رضا الله والرسول صلى الله عليه وسلم ويغفر لنا ذنوبنا ويعتق رقابنا من النار ويجعل أخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله، فالتسبيح مهم جدا في حياتنا وفضله علينا كبير، فعلينا أن نواظب عليه.

وفي النهاية نتمنى أن يحظي المقال عن فضائل التسبيح لله علي إعجابكم من خلال موقع أخبار حصرية بما كُتب به من معلومات، ونتمنى أن يتم تفعيل إشعارات الموقع من أجل أن يصلكم جديد الأخبار الحصرية لحظة بلحظة وكن معنا في قلب الحدث، كما يمكن الاشتراك معنا في خدمة أخبار جوجل نيوز Google News.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *