ولماذا نستمر وقد يكون البعد عن الأشخاص المستنذفين لطاقتنا فكره جيده، لكنها ناقصه يشعر بها عقلنا، وربما يرفضها جزء من أحاسيسنا، فبعد فترات طويله نمضيها في العطاء، نشعر بنزيف داخلي، نزيف لا يتوقف ولا شفاء منه، فنشعر وكأن الوقت ضاع هباء، مع شخصيات كل ما يشغلها الكم الذي تأخذه، ومزيج لمزيد من المكتسبات، دون أدني تعب منها أو حتي يشغلها الكيفية التي ستأخذ بها تلك المكتسبات، فهم مصابون بمرض سرطاني لا يكترث إلا لنفسه، دون النظر والإحساس بمشاعر الأخر.

وعلي الجانب الأخر تأتي الشخصيات المانحه والتي تمتاز بمرض من نوع فريد، مرض ليس بمعدي، ألا وهو “سيلان العطاء”، والذي يعود بالنفع علي المستفيد، ويعاني المانح فيه من مجموعه من الآثار الجانبية، فبعد فترات ليست بالقصيرة، سرعان ما تبدأ تظهر عليه أعراض الممارسة السيئة، فمع مزيد من الاستعمال الخاطي لتلك المنح تظهر المعاناة علي المانح، وأعراض تعب تستمر دون توقف!.

والتي ربما تتمثل تلك الأعراض بداية في سلسه من التنازلات والتي في الغالب تأتي استناداً علي مبدأ “الحب يساوي عطاء”، ورغم إننا لو بحثنا عن مصدر لذلك المبدأ لما وجدنا حقيقه له أو أساس يمكن أن يعول عليه، إلا لكان أستمر دون توقف!، فالعطاء ثابت هو العطاء، هذا المبدأ اندثر! وكأنه كان منذ أزمنه بعيده، ولكن في عصرنا هذا، أصبح يأخذ أشكال وأنماط مختلفه، الأمر الذي أمسي يمكننا معه التأكيد أنه بات يختلف جذرياً من شخص لأخر فبحسب الأسباب والدوافع تطلق المسميات والأوصاف.

تمر الحياه سريعاً ونشعر فجأه وكأننا ارتكبنا في حق أنفسنا أخطاء فادحه بسبب كم من التنازلات العفوية، فالمتلقي أو المستفيد يدرك جيداً الصفات التي يتسم بها المانح فهو يعرف نقاط ضعفه، ومتمكن منها جيداً، ورغم أن مانح العطاء يمكن فقط بكلمتين ليس أكثر من ذلك، وإن جاز التعبير يأخذ أحدي عينيه، ولكن في تلك المرحلة من التخبط تحديداً، يرفض أن يمنح حتي مجرد رمش يسقط منه سهواً!.

حاله من العشوائية والفوضي في فهم الأمور تنتابه، وعدة هواجس يشعر بها، تساؤلات لا تكف عن الدوران داخل أروقه عقله وتفكيره، هل أخطأت؟ وإن أخطأت فأين الخطأ؟ هل أسرفت في العطاء وتقديري للأمور؟

فبعد فتره طويله جداً ومع مزيد من التساؤلات المنطقية منها واللامنطقيه يشعر عقلنا بالتعب من كثره التفكير دون إيجاد لإجابات كافيه أو حتي مرضيه، ربما بعضها يرضي جزء فقط من تفكيرنا دون أحاسيسنا الملتهبة بالجروح.

ربما لاقتناعنا أن سلسله التنازلات السابقة لم تحقق السعادة المستهدفة أو المنشودة فلم نصل حتي إلي ما يشعرنا أن الأمر يستحق الاستمرار داخل تلك العلاقة، فنفس تلك المواقف تكررت العام السابق، وأيضاً هذا العام، وربما لولا إدراكنا لتكررت أيضاً العام القادم والذي يليه.

لقد كان إدراكنا لنفس الوضع الذي لم يتغير قيد أنمله، فنحن لم نتحرك بعد، وشعورنا أنه لن يتغير شيء مهما طالت المدة، فلن تبرح العلاقة مكانها منذ أمد بعيد، أو ربما طرف وصل لمبتغاه دون الأخر، ولكن ما الفائدة!، فالمانح لامس القاع، ولم يحصل حتي علي الحد الأدنى لما تخيله عقله من وجوده داخل تلك العلاقة.

وبذلك نصل لنقطه النهاية للمتلقي أو المستفيد، وبداية حياه جديده للمعطي أو المانح، وتكون بسؤاله الذي يطالبه به تفكيره منذ بداية شعوره وإلحاحه عليه، ولكن هذه المرة لا ينتظر إجابة في تلك المرحلة النهائية، ولماذا نستمر؟!، في الوقت الذي لا تفعل من أجلي شيئاً، فلا تتوقع مني احتمال ما هو فوق احتمالي لئلا تكون مثل الذي صدم في صخره بأقصى قوته.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *